حسين منصور – البقاع
شهد مخيم الجليل في بعلبك، وقفة غضب حاشدة دعا إليها تحالف القوى الفلسطينية في البقاع، تنديداً بالمشروع الأميركي المطروح أمام مجلس الأمن بشأن قطاع غزة، والذي اعتبره المنظمون محاولة لفرض وصاية سياسية وأمنية على القطاع تحت غطاء دولي.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات الداعمة لغزة والمقاومة، مؤكدين أنّ القرار الأميركي ليس سوى محاولة جديدة لإعادة صياغة المشهد وفق الرؤية الإسرائيلية التي أخفقت في تحقيق أهدافها على الأرض.
وأكد المشاركون أنّ المشروع الأميركي يسعى إلى تكريس واقع احتلالي جديد، وأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتجاوز تضحياته أو القفز فوق حقوقه التي صاغها بالنضال والدم.
وألقى كلمة التحالف سميح أحمد، مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة في البقاع، مؤكداً أنّ المشروع الأميركي هو امتداد للسياسات التي تحاول واشنطن من خلالها حماية الاحتلال وتبرير جرائمه.
وقال إنّ المقاومة في فلسطين ليست خياراً طارئاً، بل “خيار استراتيجي أثبت فاعليته وقدرته على فرض المعادلات وإرباك الاحتلال”، مشدداً على أنّ الفلسطينيين “لن يقبلوا بأي مشروع ينتقص من سيادتهم أو من حقهم في العودة وتحرير الأرض والمقدسات”.
وأشار أحمد إلى أنّ قوى المقاومة والشعب الفلسطيني “قدمت التضحيات، ودفعت ثمناً غالياً، ولن تسمح بأن تتحول دماء الشهداء إلى ورقة في مناورة سياسية أميركية”، مؤكداً أنّ على المجتمع الدولي وقف ازدواجية المعايير ورفع الغطاء عن العدوان المستمر.
ما فشلوا بفرضه بالنار لن يمرّ في السياسة
من جهته، شدّد وائل عدوان، المسؤول السياسي لحركة حماس في بعلبك، على أنّ المشروع الأميركي المطروح في مجلس الأمن “محاولة لتكريس هيمنة إسرائيلية – أميركية على غزة”، مؤكداً أنّه مرفوض من الشعب الفلسطيني الذي قدّم دليلاً واضحاً على صموده خلال الحرب.
وقال إنّ واشنطن وتل أبيب “تتوهمان أنهما تستطيعان تمرير ما عجزتا عن تحقيقه في الميدان عبر المؤسسات الدولية”، مضيفاً أنّ الفلسطينيين لن يسمحوا بذلك، وأن “اليوم التالي” لن يُكتب في مكاتب السياسيين بل “على يد الذين عبَروا السابع من أكتوبر وأعادوا رسم معادلة الصراع”.
وشدّد على أنّ المقاومة أثبتت أنها الرقم الأصعب في المعادلة، وأن محاولات الالتفاف عليها عبر مشاريع سياسية لن تنجح لأنها تتجاهل حقيقة الشعب الفلسطيني وإرادته.
قضية لن تُصفّى ومقاومة مستمرة
وفي السياق، أكد عطا سحويل، مسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في البقاع، أنّ جميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستفشل، تماماً كما فشلت محاولات سابقة حاولت الإدارة الأميركية فرضها على الفلسطينيين.
وأوضح أنّ ما جرى في السابع من تشرين الأول كان “تعبيراً صادقاً عن إرادة الفلسطيني في استعادة حقوقه وأرضه ومقدساته”، مشيراً إلى أنّ التمسك بالمقاومة ليس شعاراً بل “خيار شعب يرى في المقاومة طريقه الوحيد لرفع الاحتلال والظلم عنه”.
وقال إنّ الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية ستواصل مواجهة المشاريع التي تستهدف غزة والضفة والقدس، مؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني أثبت أنه عصيّ على الانكسار.
غزة ليست وحدها
لم تقتصر الوقفة على المواقف السياسية، بل حمل أبناء المخيم رسائل تضامن تعبّر عن وحدة الوجدان الفلسطيني. وقال جهاد منصور، أحد أبناء المخيم، إنّ حضوره اليوم هو “تأكيد على الوقوف الكامل مع غزة”، داعياً إلى الضغط على الاحتلال والإدارة الأميركية “لسماح فوري بإدخال المساعدات ورفع الحصار”.
وأضاف أنّ أبناء المخيمات يقفون مع غزة “بكل ما يملكون”، وأنهم مستمرون في دعمهم للشعب الفلسطيني حتى استعادة حقوقه.
ومن جهته، أكد محمد عصام محمد، من سكان المخيم، أنّ معاناة غزة هي معاناة كل فلسطيني، قائلاً: “لن يهدأ لنا بال حتى ينتهي الحصار ويعيش أهل غزة بكرامة”. وأشار إلى أنّ أبناء المخيمات سيواصلون تقديم كل ما يستطيعون لإسناد صمود القطاع.
رغم الظروف الصعبة، ما زال اللاجئون الفلسطينيون على عهدهم في دعم قضيتهم ورفض أي مشاريع تستهدف مستقبلها. وتوحّد الصوت السياسي والشعبي في المخيم ليقول بوضوح إنّ الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية لن تمر، وإن المقاومة ستظل الخيار الذي يحفظ الأرض والهوية ويصون الدم الفلسطيني

