حسين منصور – البقاع
شهدت ثانوية القسطل في مخيم الجليل بالبقاع فعالية وطنية واسعة حملت طابعًا رمزيًا ورسالة مباشرة، بعد أن توافد الطلاب منذ ساعات الصباح الباكر وهم يرتدون الكوفيات الفلسطينية ويرفعون الأعلام وخريطة فلسطين داخل المدرسة وخارجها، في مشهد جسّد تمسك الجيل الشاب بهويته الوطنية ورفضه لأي محاولات للمساس بها.
وجاءت هذه الفعالية التي نظمها البرلمان المدرسي ردًا على الحادثة التي شهدتها إحدى مدارس الأونروا في صيدا، حيث مُنعت طالبة من ارتداء قميص يحمل خريطة فلسطين، الأمر الذي أثار استنكارًا واسعًا بين اللاجئين وأعاد تسليط الضوء على محاولات التضييق على الرموز الوطنية داخل المؤسسات التعليمية.
وتحولت ساحة المدرسة وممراتها إلى لوحة وطنية؛ خرائط فلسطين على الجدران، الأعلام مرفوعة فوق البوابة، والكوفيات حاضرة على أكتاف الطلاب.
وأكد رئيس البرلمان المدرسي، محمد هدورس، أن هذه الفعالية لم تكن مجرد نشاط رمزي، بل رسالة واضحة بأن الهوية الفلسطينية خط لا يمكن تجاوزه.
وأضاف: “رفعنا العلم داخل المدرسة وخارجها، وارتدينا الكوفية ورفعنا خريطة فلسطين دفاعًا عن رموزنا الوطنية. حق الطلاب في التعبير عن انتمائهم ثابت ولن نسمح لأي جهة بالمساس به أو تقييده.”
ودعا هدورس كل المؤسسات التعليمية إلى احترام الرموز الوطنية وعدم التضييق على الطلاب، مشددًا على ضرورة حماية حرية التعبير عن الانتماء الوطني.
من جهتها، أكدت الطالبة سيرين سحويل، عضو البرلمان المدرسي، أن تحركهم اليوم جاء رفضًا واضحًا لأي محاولة للمساس برموز الهوية الوطنية، وأضافت: “ندرك قيمة الكوفية والعلم وخارطة فلسطين، ولن نقبل أن تُفرض علينا قرارات تعزلنا عن هويتنا.”
ودعت سيرين جميع الطلاب إلى الثبات على حقهم في التعبير عن انتمائهم والتمسك برموزهم الوطنية دون مساومة.
كما أكدت الطالبة رنيم عبد الرحمن، عضو البرلمان المدرسي، أن الهدف من الفعالية هو حماية الوعي والهوية الفلسطينية لدى الطلاب، مضيفة: “ما حدث في صيدا كان استهدافًا لرؤية ووجدان الطلاب، ونحن اليوم نردّ بالفعل.”
ودعت رنيم إلى الوحدة الطلابية ورفض أي مساس بالهوية، مؤكدة أن الرموز الوطنية ليست مجرد شعارات، بل أساس وجودهم وهويتهم.
بدوره، قال الطالب حليم عطور إن مشاركتهم اليوم تؤكد تمسكهم بالأرض والهوية أينما كانوا، وأضاف: “الكوفية والعلم ليسا للزينة، بل رمز انتماء لا يمكن فصله عنّا.”
ودعا حليم زملاءه الطلاب إلى الدفاع عن حقهم في التعبير عن الانتماء بكل وضوح والشجاعة في مواجهة أي محاولات للنيل من رموزهم الوطنية.
بهذا المشهد، يثبت الطلاب أنّ الانتماء ليس شعارًا يُرفع عند الحاجة، بل موقفًا ثابتًا يتجلى في كل لحظة. لقد قدّموا اليوم نموذجًا واعيًا وشجاعًا يؤكد أنّ الهوية الفلسطينية ستبقى حاضرة في قلوبهم، وأن أي محاولة للنيل من رموزها ستُواجَه بالوعي والتمسك والرفض.

