حسين منصور – البقاع
أقامت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فعالية استقبال للتهاني والتبريكات بارتقاء شهداء مخيم عين الحلوة، وذلك في مجمع الشهيد وليد عيسى داخل قاعة مخيم الجليل في بعلبك.
وقد شهدت القاعة حضوراً واسعاً ومتنوعاً، ضمّ ممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، إلى جانب رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي، والنائب عن كتلة الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن، وعدد من العلماء والمشايخ، وحشداً كبيراً من الأهالي والفعاليات، في مشهد يجسد عمق التضامن ووحدة المصير بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.

عدوان: مصاب عين الحلوة هو مصاب بعلبك وكل فلسطين
استهل وائل عدوان، المسؤول السياسي لحركة حماس في بعلبك، الكلمات بالتأكيد على عمق الارتباط بين المخيمات الفلسطينية في لبنان، قائلاً: “نوجّه التحية إلى أهلنا في مخيم عين الحلوة، ونقول لهم إننا جسد واحد ودم واحد، قضيتكم قضيتنا ومصابكم مصابنا”.
ووجّه عدوان رسالة مؤثرة إلى أهالي الشهداء قائلاً: “نحن جميعاً أبناؤكم، وأنتم قدوة لنا في مسار التحرير والعودة”، لافتاً إلى أن تضحياتهم ستبقى عنواناً للصمود والإرادة.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين بذرائع واهية، مشيراً إلى أن الاستهداف الأخير في مخيم عين الحلوة طال مجموعة من الفتيان، الأمر الذي يفنّد مزاعم الاحتلال. وشدد على أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائمه الممتدة من غزة إلى الضفة ولبنان.
وختم بالتأكيد على أن “هذه الاستهدافات لن تثني المقاومة عن مواصلة طريقها مهما اشتد العدوان”.

الحاج حسن: الشهداء منارة… والاحتلال لا يلتزم شرائع ولا مواثيق
بدوره، ألقى النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور حسين الحاج حسن كلمة بارك فيها لأهالي الشهداء، قائلاً: “نبارك لكم هذه الشهادة، وقد اختاركم الله لتكونوا منارة في هذا العالم”.
وأدان الحاج حسن العدوان الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة، مؤكداً أن الاحتلال لا يحتاج لأي ذريعة لاستهداف الآمنين، وأنه “لا يلتزم لا بشرائع ولا مواثيق ولا قوانين إنسانية”.
وأشار إلى أن العدو يظن أن استهدافه المتكرر سيكسر إرادة المقاومة، لكنه – كما قال – “مخطئ، لأن دماء الشهداء تُنبت مقاومين، وإرادتنا لا تهزم”.

الطفيلي: فلسطين عروس مهرها الدم
أما رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي فقد قدّم التعازي لأهالي الشهداء، قائلاً: “فلسطين عروس مهرها غالٍ، وهو دماء الشهداء الذين ارتقوا ولحقوا بركب من سبقهم في طريق التحرير”.
وأدان الطفيلي جريمة الاحتلال في مخيم عين الحلوة، مؤكداً على وحدة المصير بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومشدداً على أن هذه المعركة لن تنتهي إلا بتحرير فلسطين كاملة.

عساف: ما حصل مجزرة… وصمت العالم مؤلم
من جهته، أكد إياد عساف، مسؤول العلاقات في السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، أن ما جرى في مخيم عين الحلوة يأتي ضمن نهج الاحتلال القائم على استهداف المدنيين في فلسطين ولبنان، قائلاً: “هذه الجريمة ليست جديدة على عدو غاشم يمعن في قتل الأبرياء”.
ووجّه عساف تحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا في “المجزرة المروّعة التي تعكس الغدر واللاإنسانية”، داعياً الضمائر الحية إلى عدم الصمت أمام هذه الجرائم. وقال: “نطالب شعوب العالم بأن تكون على قلب واحد في مواجهة هذا العدو”.

سحويل: المقاومة مستمرة حتى التحرير
من جهته عطا سحويل، مسؤول العلاقات في حركة الجهاد الإسلامي في البقاع، أكد أن جرائم الاحتلال لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على مواصلة طريق الجهاد.
وقال: “نتقدم بالتهنئة والتبريك بارتقاء شهداء مخيم عين الحلوة، ونقول للعدو إن وحشيته لن تثنينا عن مواصلة المقاومة حتى تحرير كامل فلسطين.
كما شهدت الفعالية مداخلات متعددة لعلماء وممثلي الفصائل والأحزاب اللبنانية، أكدوا خلالها أن العدوان على مخيم عين الحلوة هو جزء من سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. وشدد المتحدثون على ضرورة تعزيز الوحدة الفلسطينية–اللبنانية في مواجهة العدوان، والتمسك بخيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق وردع الاحتلال.