بيروت – صدى
في مخيم برج البراجنة بالعاصمة اللبنانية يجلس الشاب الفلسطيني يوسف عبدالله الأشوح، ابن بلدة الكابري قضاء عكا، وهو يروي لموقع صدى رحلته مع سرطان الغدد اللمفاوية. رحلة بدأت في يناير/كانون الثاني 2025 وزادتها الانتكاسة الأخيرة تعقيدًا في ظل عجزه عن متابعة العلاج بسبب ارتفاع التكاليف ووقف الدعم.
يقول يوسف لموقع صدى “خضعت للعلاج الكيميائي وحققت تقدماً بنسبة 80% ولكنني اليوم أعاني انتكاسة جديدة، وبحاجة لعلاج جديد لكنني منذ أكثر من ثلاثة أشهر دون تلقي العلاج وأشعر أن الوقت يداهمني بسرعة.”
تغطية محدودة… وواقع مالي صعب
خضع يوسف لتسع جرعات من العلاج الكيميائي غطّت وكالة الأونروا منها 75%، بينما تكفّل الضمان الصحي الفلسطيني بالـ 25% المتبقية. ورغم دعم الأونروا الذي بلغ نحو 15 ألف دولار أمريكي، أخبرته لاحقًا بأنها غير قادرة على تقديم أي دعم إضافي بعد تجاوز السقف السنوي المخصص لأدوية السرطان لعام 2025 والبالغ 16 ألف دولار.

ويضيف يوسف“أبلغتي وكالة الأونروا بأنني تجاوزت السقف السنوي وأنه لا يمكن تقديم أي استثناء، حتى الصور الطبية المطلوبة لم يغطي لي إلا صورة واحدة، والباقي اضطررت لدفعها من جيبي.”
انتكاسة جديدة وعلاج مناعي عاجل
أكّد الأطباء أن الانتكاسة تتطلب بدء علاج مناعي جديد على وجه السرعة، لكن التكاليف المرتفعة تحول دون ذلك.
ويشير يوسف إلى أنه يحتاج إلى ثلاثة أدوية خلال هذا العلاج الجديد واحد منهم هو دواء Polivy والذي يكلف وحده 13 ألف دولار أمريكي، بينما تبلغ تكلفة الدوائين الآخرين نحو 2000 دولار إضافية.

ويقول يوسف“هذا العلاج يجب أن أبدأه فورًا، حياتي مرتبطة به. ثلاثة أشهر ونصف وأنا عاجز عن تلقيه بسبب التكاليف والأونروا قالت إن الدعم انتهى ولا يمكنها تقديم أي شيء إضافي.”
زرع نخاع… خطوة حاسمة وأمل بعيد
رحلة يوسف في العلاج لا تتوقف عند هذا الحد، فبعد العلاج المناعي المُتوقِّف يحتاج يوسف إلى عملية زرع نخاع حاسمة لاستكمال العلاج، متوفرة فقط في مستشفيين بلبنان وتبلغ تكلفتها بين 50 و60 ألف دولار أمريكي وهو ما يفوق قدرته المالية.
ويضيف“حتى لو تمكنت من بدء العلاج المناعي، فإن عملية زرع النخاع تكاد تكون خارج متناول يدي. هذا المبلغ يفوق قدراتي تمامًا.”
معاناته ليست فردية
يوسف يؤكد أن قصته تعكس واقع آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يواجهون صعوبة في الحصول على العلاج بسبب نقص الموارد وقيود الأونروا، ولو كانت هناك جهة ضامنة، لكان يوسف اليوم يخضع للعلاج دون خوف من الغد فكل ما يطلبه هو أن يتمكن من متابعة حياته كبقية الناس.
وعلى الرغم من المعاناة يتمسك يوسف بالأمل ويرى أن حقه في العلاج هو حق إنساني بحت..
ويختتم حديثه“كل ما أطلبه هو فرصة لاستكمال العلاج قبل فوات الأوان. لا أريد أن أفقد حياتي بسبب عدم القدرة على دفع التكاليف، أريد أن أعود أقوى وأعيش وأتأمل أن يسمع العالم صوتي قبل أن يفوت الأوان.”