|

الشولي يحذّر من “تدهور خطير” في تعليم الأونروا بلبنان

خاص – صدى الشتات

حذّر مسؤول اللجان الأهلية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان محمد الشولي، من تراجع خطير في مستوى التعليم داخل مدارس وكالة الأونروا، استناداً إلى استطلاعات أجرتها مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية، والتي وصف نتائجها بأنها تعكس “واقعاً سوداويًا” في هذا القطاع الحيوي.

أسباب التدهور في البيئة التعليمية

وأوضح الشولي لصدى الشتات أن القرارات الأخيرة للأونروا أدّت إلى تدهور ملموس في البيئة التعليمية، وفي مقدّمها رفع عدد الطلاب في الصف الواحد إلى ما بين 45 و50 طالبًا، ووقف التعاقد مع المعلّمين المياومين، إضافة إلى دمج المدارس والصفوف، ما خلق حالة من الاكتظاظ وضعف المتابعة التربوية.

كما أشار إلى أن هذا الواقع سيؤثر بشكل مباشر على التحصيل العلمي للطلاب، خصوصاً بعد قرار وزارة التربية اللبنانية إعادة انتظام الامتحانات الرسمية في جميع المراحل، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على الطالب الفلسطيني الذي يعاني أصلاً من ظروف تعليمية صعبة.

انتقادات للأونروا وسياساتها التعليمية

فيما انتقد الشولي ما وصفه بمحاولة الأونروا إظهار تعليمها على أنه “مثالي ويطابق المعايير الدولية”، معتبراً أن ذلك يتناقض مع معايير الدولة اللبنانية التي تحدد سقف عدد الطلاب في الصف الواحد بـ 35–37 طالبًا فقط.

كما لفت إلى أن إلغاء مشروع الدعم في المرحلة الابتدائية زاد العبء على المدرّسين، مؤكداً أن التركيز على “التعليم الكمي بدل النوعي” سيرفع من نسب التسرّب المدرسي والأمية داخل المجتمع الفلسطيني في السنوات المقبلة إذا استمر هذا الواقع على حاله.

دعوة لإصلاحات عاجلة

وختم الشولي بالتحذير من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى “كارثة تربوية”، داعيًا الأونروا إلى مراجعة قراراتها واتخاذ خطوات عاجلة لتحسين العملية التعليمية وضمان حق الطلاب الفلسطينيين في تعليم نوعي يليق بمستقبلهم.

كلام الشولي جاء تعقيباً على استطلاع حديث أجرته منظمة ثابت لحق العودة حول الأزمة المتفاقمة في مدارس الوكالة .

وأظهر الاستطلاع أن الاكتظاظ أصبح مشكلة رئيسية، حيث تضم صفوف أكثر من 45 طالبًا وفق 83.3% من المستطلعين، فيما أكد 77.6% أن المدارس لا توفر بيئة مناسبة للطلاب ذوي الإعاقة.

وأبدى 89.9% من المستطلعين استعدادهم للانخراط في تحركات جماعية للدفاع عن حق أبنائهم في التعليم، معتبرين أن التحرك الشعبي ضرورة لمواجهة الخلل المتراكم في القطاع التعليمي.

ويؤكد الاستطلاع أن قطاع التعليم في مدارس الأونروا بلبنان يمرّ بمرحلة حرجة، مع تراجع الثقة بين المجتمع الفلسطيني والوكالة، ما يعكس حاجة ماسة لإصلاحات عاجلة لضمان استقرار العملية التعليمية وجودتها.

موضوعات ذات صلة