| |

تحركات الأونروا في لبنان تثير عاصفة من التساؤلات

خاص- صدى الشتات

تفاعلت الأوساط الفلسطينية واللبنانية سلسلة مع الاتهامات المتصاعدة بحق وكالة «الأونروا»، على خلفية ما اعتُبر تحوّلاً في طبيعة دورها من مهمة إنسانية بحتة إلى نشاط ذي طابع سياسي وأمني، خصوصاً بعد أحداث مخيم عين الحلوة.

فقد كشف تقرير نشرته جريدة الأخبار اللبنانية عن أنّ الوكالة باتت تولي حيّزاً واسعاً لملفّ الضغوط الأميركية المتعلقة بنزع سلاح حزب الله، على حساب الاهتمام بالاحتياجات الإنسانية للاجئين.

اعتبر التقرير أنّ «الأونروا» ظهرت وكأنها أقرب إلى جهاز رصد أمني يجمع معلومات حساسة حول المخيمات والفصائل، ويتابع التحالفات السياسية والعسكرية، ويرصد التوترات الداخلية وحركة الأطراف المسلحة والجيش والأجهزة الأمنية.

وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ مديرة مكتب الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس، أقحمت نفسها في الصراعات بين الفصائل الفلسطينية، واتخذت مواقف اعتبرها مراقبون منحازة، منها توصيفها للّقاء الوطني الفلسطيني التشاوري بأنه إطار سياسي جديد خارج منظمة التحرير.

كما اتُّهمت بالتعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، وتوثيق التدابير الأمنية بحق اللاجئين من دون تسجيل اعتراضات على ما تخلّفه من انتهاكات.

صدمة ومخاوف

وفي السياق ذاته، أعرب ناشطون فلسطينيون عن صدمتهم من زيارة المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إلى لبنان الأسبوع الماضي، معتبرين أنّ الزيارة اتخذت طابعاً سياسياً وأمنياً لا يتناسب مع طبيعة مهمته، خصوصاً في ظل المجزرة الأخيرة في مخيم عين الحلوة.

وقال الناشط الفلسطيني محمد ديب إنّ هذه الزيارة تعزّز الشكوك بشأن تحوّل الوكالة من مزوّد خدمات إنسانية إلى جهاز ذي صبغة أمنية.

تسريبات عن كلاوس

وتصاعدت الشبهات أكثر بعد تداول تسريبات تتحدث عن «دور خبيث» مزعوم تقوم به دوروثي كلاوس، استناداً إلى رسائل إلكترونية مرتبطة بأعمال صيانة في مكبّ نفايات مجاور للملعب الذي تعرض للاستهداف في عين الحلوة.

وأوضح الناشط أحمد أبو عرب أنّ كلاوس تُجري منذ أشهر نشاطاً ذا طابع أمني، وهذا النشاط بدأ منذ تنفيذ نظام «بصمة العين» الذي أثار غضب اللاجئين، حيث تلقّى كثيرون إنذارات بأن عدم تطبيقه سيؤدي إلى شطبهم من سجلات الوكالة.

وأضاف أبو عرب أنّ المشروع أخذ بعداً أمنياً واضحاً، مع ملاحقة الموظفين وفق انتماءاتهم الوطنية وجمع معلومات عن المعلّمين وتوجهاتهم، في حين تشير تحركات كلاوس وزياراتها المتكررة لمؤسسات أمنية لبنانية إلى مسار يثير علامات استفهام واسعة داخل المخيمات.

وبحسب الناشطين، فإنّ هذه المؤشرات مجتمعة تعزّز القلق من أنّ الأونروا في لبنان تشهد تحوّلاً لافتاً من وكالة خدمات إنسانية إلى جهاز رصد أمني يتابع تفاصيل حساسة داخل المخيمات، وهو ما يثير مخاوف من انعكاس ذلك على أوضاع اللاجئين ومستقبل دور الوكالة.

موضوعات ذات صلة