|

غضب في مخيمات لبنان بعد تصريحات ياسر عباس

شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان موجة غضب عقب اللقاء الذي جمع الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني ياسر عباس بمديرة الأونروا في لبنان دوروثي كلاوس، في وقت تتصاعد فيه الاعتراضات على سياسات الوكالة وتقليص خدماتها داخل المخيمات.

وبحسب ناشطون في الحراك الشعبي، فقد اعتُبر اللقاء «تجاهلًا لمعاناة اللاجئين» و«خروجًا عن إجماع معظم الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية»، خصوصًا أنه جاء بالتزامن مع تحركات احتجاجية وبيانات تطالب بفتح تحقيق أممي حول ما وصفته هذه الجهات بـ«سياسات تقشفية وإجراءات تُفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيمات».

طعنة في ظهر اللاجئين

واتّهمت مجموعات شعبية غاضبة عباس بـ«تقديم دعم سياسي لمديرة الأونروا» في لحظة تشهد فيها الوكالة تصاعدًا في الشكاوى المتعلقة بالعلاج والتعليم وإعادة إعمار المخيمات، إلى جانب تراجع الخدمات الأساسية.

فيما قال الناشط الفلسطيني وعضو الحراك الفلسطيني أحمد ابراهيم أن اللقاء يأتي في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون، معتبرًا أنّ تصريحات ياسر عباس التي وصفت الاحتجاجات ضد الأونروا بـ«الأعمال المشبوهة» تمثّل إساءة مباشرة للمطالب المعيشية والإنسانية الملحة.

تغريد خارج السرب

بدوره عبر الناشط الفلسطيني إياد الحسن عن جملة من التساؤلات حول كيفية تقدم شخص بلا صفة رسمية ليحلّ مكان السفير الغائب، ويتحدث باسم شعب كامل، بينما مؤسسات التمثيل الرسمية صامتة؟

وأشار الحسن أن ما جرى يعكس فجوة تتسع يومًا بعد يوم بين المخيمات وبين من يُفترض أنهم يمثلونها.

كما أضاف “حين يختار المسؤول الوقوف إلى جانب من يُحمّله الناس مسؤولية تدهور أوضاعهم، ويتهم أبناء المخيمات بـ«الأهداف المشبوهة»، فهو في الحقيقة يغرد خارج السرب” .

و اتهمت جهات من داخل المخيمات القيادة الفلسطينية بـ«العمل ضد مصالح اللاجئين»، معتبرة أن اللقاء مع كلاوس «شكّل غطاءً لسياسات الوكالة بدل الضغط لتحسين خدماتها». ولم يصدر أي تعليق رسمي من عباس ردًا على هذه الانتقادات حتى الآن.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان واقعًا معيشيًا متدهورًا، وسط مطالبات متزايدة للأونروا بتحسين خدماتها وضمان حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والإغاثة.

استنكار أهالي المخيمات

كما استنكر أهالي مخيم نهر البارد في بيان التصريحات التي أدلى بها ياسر عباس والتي وصف فيها التحركات والمطالب بحقوق اللاجئين بأنها تحركات مشبوهة.

ووصف الأهالي هذه التصريحات بأنها مدانة ومستنكرة مؤكدين أنهم أبناء المخيمات حريصون على حقوقهم ومتمسكون بها وأنهم وحدهم من يمثلون أنفسهم ولا يرغبون في أن يمثلهم أحد غير الشرفاء والوطنيين.

موضوعات ذات صلة