| | |

حماس في لبنان: المقاومة والحاضنة الشعبية

في مخيمات لبنان الفلسطينية حيث يلتقي الألم بالأمل رسخت حركة حماس حضورها على مدار ثلاثة عقود حتى أصبحت هناك علاقة عضوية بين الجماهير في المخيمات وروح المقاومة التي لا تنكسر.

هذه الحاضنة الشعبية شكّلت قوة دفع ميدانية وسياسية امتدت لتلامس أحداثًا مفصلية في المواجهة مع الاحتلال، لا سيما خلال معركة طوفان الأقصى لتؤكد أن المعركة ليست فقط في غزة، بل في كل ساحات التواجد الفلسطيني.

من المخيمات إلى المواجهة: جذور وترابط

انطلقت حركة حماس على الساحة اللبنانية بعد إبعاد الاحتلال الإسرائيلي لأربعة أسرى فلسطينيين في 8 يناير/كانون الثاني 1991، وهم عماد العلمي ومصطفى القانوع وفضل الزهارومصطفى اللداوي.

هؤلاء الأربعة استقروا في مخيم المية ومية قرب صيدا وبدأوا بالاندماج مباشرة مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني في المخيمات.

شهدت هذه المرحلة تأسيس أولى القواعد الشعبية للحركة من خلال مشاركتهم في المهرجانات والندوات الوطنية والتفاعل المباشر مع اللاجئين الفلسطينيين، ما أسس لحاضنة شعبية متينة داخل المخيمات الكبرى مثل عين الحلوة في صيدا والرشيدية والبص وبرج الشمالي.

زيارة هنية للمخيمات: تأكيد عميق على الحاضنة الشعبية

من أهم المحطات التي جسّدت الترابط بين الحركة والجماهير زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق الشهيد إسماعيل هنية للمخيمات الفلسطينية في لبنان.

حيث جرى استقبال هنية بحفاوة وترحيب شعبي واسع يعكس ما يمثله من صوت المقاومة والتضامن مع القضية الأم وهي رسالة قوية مفادها أن علاقة القيادة بالجماهير ليست سطحية بل متأصلة في الحياة اليومية للمخيمات الفلسطينية وتترجم ثقة الجماهير بدور الحركة في الصمود والمقاومة والدفاع عن القضية.

المقاومة والمشاركة في المعارك

خلال معركة “طوفان الأقصى”، لعبت الحركة دورًا محوريًا في دعم المقاومة الفلسطينية من لبنان، حيث عكست المخيمات دعمها المعنوي والسياسي والتعبوي لعمليات غزة مؤكدين التضامن الكامل مع القضية الفلسطينية رغم القيود الأمنية والسياسية.

ولم يكن امتداد المعركة بعيدا عن ثمنه الباهظ. استهدف الاحتلال خلال السنتين الماضيتين العديد من قيادات المقاومة في لبنان وسط سياق تصفية ممنهجة للقادة البارزين، سواء من حركة حماس أو غيرها من الفصائل، وكان من أبرزهم الشيخ صالح العاروري وفتح شريف، وخليل خراز وسمير فندي وحسن فرحات ومحمد شاهين وغيرهم الكثير، وآخرهم شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان.

هؤلاء الشهداء لم يكونوا مجرد أسماء بل كانوا وجوهًا من المخيمات نفسها التي احتضنت المقاومة، وكانت امتدادا لروح شعب بأسره.

موضوعات ذات صلة