| |

إبراهيم يعقوب طفل برج البراجنة الذي لم يسمع صوته

في زوايا مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث تختلط رائحة الفقر بثقل الانتظار، تكافح الفلسطينية أم إبراهيم وحدها من أجل إبقاء الأمل حيًّا في عيون طفليها، بين مرضٍ ينهش جسديهما، وتعليمٍ مهدد بالانقطاع، ودعمٍ يتراجع يومًا بعد يوم، تجد هذه الأم نفسها في معركة يومية مع العجز والحاجة، لا تطلب فيها سوى حقٍ بسيط: أن يعيش طفلاها بكرامة، وألا يُترك اللاجئ وحيدًا في مواجهة الألم.

تعاني الفلسطينية اللاجئة الفلسطينية أم إبراهيم، التي فقدت زوجها ولا معيل لها، من ضغوط متزايدة نتيجة الأمراض المزمنة التي يعاني منها طفلاها، إضافة إلى تكاليف العلاج المرتفعة وعدم شمولها بالتغطية الصحية من الأونروا، وتؤكد أنها تعتمد بشكل أساسي على مساعدات الجمعيات الخيرية وأهل الخير، والتي غالباً ما تكون متقطعة وغير ثابتة.

مشاكل صحية وتعليمية

توضح أم إبراهيم أن إبنها إبراهيم يعاني من مشاكل صحية متعددة، بدأت بمشكلة حادة في العين، حيث تعاني عينه من انغماس داخلي يُقدّر بأربع درجات ونصف، وقد خضع لعملية جراحية قبل نحو تسعة أشهر، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى عملية ثانية لمتابعة العلاج.

وتشير إلى أن الفحوصات الطبية اللازمة، ومنها فحص عضلة العين، مكلفة ولا تغطيها الأونروا.

إلى جانب ذلك، يعاني الطفل من تأخر دراسي واضح، وكان يتلقى جلسات تعليمية خاصة في “مركز الهادي” على نفقة الأونروا، قبل أن يتم تحويله إلى مدرسة “رعاية دار اليتيم” بعد أن تبين أنه لا يستطيع الاندماج في مدارس الأونروا بسبب وضعه التعليمي.

مرض مزمن ينهك الابنة

أما الابنة، فتواجه معاناة صحية من نوع آخر، إذ تعاني من مرض الصدفية المزمنة، الذي تصفه الأم بأنه منتشر في جسدها بشكل “فظيع”، وتتلقى العلاج لدى الطبيب غسان قنطار، إلا أن تكاليف العلاج باهظة، حيث يبلغ ثمن الدواء الأساسي نحو 150 دولاراً، إضافة إلى مراهم تُستخدم بشكل شبه يومي وتصل كلفتها إلى 25 دولاراً كل يومين، دون أي تغطية من الأونروا.

أعباء مالية وغياب الدعم

وتشير الأم إلى أن معظم هذه التكاليف الصحية والتعليمية لا تُغطى من قبل الأونروا، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع عجز مالي مستمر.

وتقول إنها تضطر إلى نشر مناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما “فيسبوك”، أملاً في جمع المبالغ المطلوبة لعلاج طفليها، وتضيف أن بعض الجمعيات تساعدها أحياناً، فيما تعتذر جمعيات أخرى بحجة عدم توفر صناديق دعم مخصصة.

انتقاد لتراجع دور الأونروا

وفي حديثها، عبّرت السيدة أم إبراهيم عن قلقها من تراجع دعم الأونروا للاجئين، مؤكدة أن الوكالة مطالبة بالوقوف إلى جانبهم لا “التنازل عن حقوقهم”. وتقول: “نحن بحاجة لمن يوقف معنا، لا يُترك اللاجئ وحيداً في مواجهة المرض والفقر”.

وتتساءل الأم عن مصير عائلتها في حال توقف دعم الجمعيات الخيرية وازدياد تقليصات الأونروا، مؤكدة أن أوضاع المخيمات “سيئة للغاية”، وأن هناك العديد من العائلات التي تعيش ظروفاً إنسانية قاسية تفوق الوصف.

وتعكس هذه القصة جانباً من الواقع الصعب الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، في ظل أزمات اقتصادية متراكمة، وتراجع الخدمات الأساسية، وغياب حلول مستدامة تضمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

لمشاهدة القصة عبر الرابط

موضوعات ذات صلة