العدوان على المسجد الأقصى خلال هذا العيد:
اليوم وإذ تحاول الصهيونية الدينية وفي القلب منها منظمات الهيكل المتطرفة توظيف هذا العيد ضد الأقصى فإنها باتت تختصه بالأشكال الآتية من العدوان:
أولاً: محاولة تحويله إلى محطة لفرض “السيادة الصهيونية” الكاملة على المسجد الأقصى، والمطالبة بطرد الأوقاف الأردنية منه وإنهاء سلطتها باعتبارها من تجسد “الاحتلال الإسلامي للهيكل” وفق زعمهم، وقد نظمت في 2022 مسيرة للمطالبة بذلك تحت اسم “مسيرة المكابيين” وجددت محاولة تنظيمها في 2024 وجددت الدعوة لها هذا العام. ورغم عدم نجاحها في تنظيم مسيرة مؤثرة تحت هذا العنوان إلا أنها تطمح لإدخاله إلى حيز النقاش العام وتطويره كمطلب أملاً في تحقيقه، كما فعلت مع فرض الطقوس التوراتية في الأقصى حتى نجحت في فرضها.
ثانياً: محاولة إشعال الشمعدان داخل المسجد الأقصى. ونظراً لكون احتفالات هذا العيد ليلية، فإنها تقع خارج أوقات الاقتحام التي فرضتها شرطة الاحتلال ما بين 7:00-11:30 صباحاً ثم ما بين 1:30-3:00 بعد الظهر، وتستعيض جماعات الهيكل عن ذلك بإنارة رمزية للشموع داخل الأقصى نهاراً، وهو ما سبق أن حصل في 2021 ثم في 2023 و2024.
ثالثاً: تحويل أبواب المسجد الأقصى ومحيطها، وبالذات ساحة الغزالي أمام باب الأسباط وسوق القطانين أمام باب القطانين، إلى مساحات احتفالٍ صاخبة للمستوطنين اليهود ليلاً وإشعال الشمعدانات ووضعها ملاصقة لأبواب الأقصى، وممارسة الطقوس كاملة على أبواب المسجد الأقصى أملاً في إدخالها إلى ساحاته، وهو المسار الذي فرض بالفعل حيث بادرت محاكم الاحتلال للسماح بأداء الطقوس التوراتية على أبواب الأقصى بالتزامن مع هذا العيد في شهر 12-2017، ثم تطور الأمر للسماح بالصلوات الصامتة في 2021 ثم بالصلوات العلنية في 2023.
رابعاً: تصعيد أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى على مدى أيام هذا العيد، ففي 2022 وصل عدد المقتحمين إلى 1,681 بمتوسط 280 مقتحم لكل يوم اقتحام، لكنه في 2024 وصل إلى 2,567 بمتوسط 428 مقتحم يومياً، وهي تطمح إلى مواصلة مسيرة تصعيد أعداد المقتحمين خلاله.
ختاماً، يفرض هذا الخط المتصل من تصعيد التهويد في المسجد الأقصى المبارك تحدياً فلسطينياً لاستئناف مسيرة الدفاع عنه بعد طوفان الأقصى ورغم حرب الإبادة؛ كما يفرض تحدياً عربياً وإسلامياً أكبر للانخراط الفعلي في معركة المسجد الأقصى، وعدم الاكتفاء بالفرجة أو بالوقوف في الخط الثاني خلف الشعب الفلسطيني في أحسن الأحوال.